من هي الكاتبة نادية عمران؟
تتميز كتاباتها بالتركيز على القيم التربوية
والإنسانية، مع استخدام أسلوب بسيط وجذاب يتناسب مع الفئة العمرية المستهدفة كما تسعى من
خلال أعمالها إلى تعزيز حب القراءة والخيال لدى الأطفال، مما يجعلها من الأصوات
البارزة في مجال أدب الطفل في الجزائر.
أبرز أعمال نادية عمران للأطفال:
1. سلسلة "الأخلاق الحميدة"
تتضمن هذه السلسلة قصصًا تهدف إلى غرس
القيم الأخلاقية في نفوس الأطفال، مثل:
·
الامتحان الصعب
·
طارق في أعماق البحر
·
خالد المؤدب
·
على طريق الأمل
تتميز هذه القصص بأسلوب بسيط وجذاب، مع رسومات
ملونة تُعزز من فهم الطفل للمحتوى، بالإضافة إلى السلسلة المذكورة، كتبت نادية
عمران قصصًا تربوية تهدف إلى تعليم الأطفال قيمًا مثل الصدق، التعاون، واحترام
الآخرين، مع التركيز على تقديم المحتوى بأسلوب يناسب الفئة العمرية المستهدفة.
مميزات أعمالها:
- التركيز
على القيم التربوية.
- اللغة
البسيطة.
- الرسومات
الجذابة.
حوار مع مجلة السلطان:
1- س: كيف كانت بداياتك مع الكتابة؟ وهل تتذكر
نص كتبتيه؟
ج: بدايتي
مع الكتابة للطفل كانت مثل بزوغِ فجرٍ هادئ، شعرتُ بحاجةٍ عميقة لأن أنسجَ كلماتٍ
تليقُ ببراءةِ القلوب الصغيرة، كنتُ أرى في أعين الأطفال عالَمًا غنيًّا بالدهشة
والأسئلة، فحاولت أن أصنع لهم جسورًا من الحكاية تعبر بهم نحو الخيال والمعرفة.
ج: في البداية كتبتُ قصصًا
قصيرة جدًّا، كنت أرويها شفهيًّا، ثم وجدتُ نفسي أمسك القلم وأحاول أن أختصر
العالم في بضع صفحاتٍ ملونة، تعلمتُ مع الوقت أن الكتابة للطفل مسؤولية قبل أن
تكون متعة، وأن كل كلمة يجب أن تكون صادقة، طازجة، وملهمة.
ومنذ ذلك الحين،
صار كل نصّ أكتبه للطفل هو محاولة جديدة للغوص في عوالمهم السحرية، ومحاورة
أحلامهم الجميلة
س:
وهل تتذكر اول نص كتبته؟
ج: كيف أنسى أول نص كتبته؟
كانت أول تجربة لي بسيطة جدًّا، لكنها
بالنسبة لي كانت كنزًا لا يُقدّر بثمن، حيث نشرت لي في جريدة الموعد اليومي من
سنوات قبل، كتبتُ قصة قصيرة عن عالم العجائب كنتُ أحاول أن أقول للطفل بطريقة
عفوية:
"لا تخف من الأحلام الكبيرة"
حتى لو كنت صغيرًا"، شعرتُ وكأنني اكتشفت نفسي، وعرفتُ أن الكتابة للطفل
ستكون رحلة عمري.
س: ما الذي ألهمك لدخول عالم
الكتابة؟
ج: الإلهام جاءني مثل نسمةٍ خفيفةٍ في صباح ربيعي.
كنتُ أعيش
وسط عالمٍ مليءٍ بالقصص: قصص الأمهات والجدات، حكايات الكتب، وأحاديث الطفولة التي
تملأ البيت والمدرسة.
كنتُ أندهش
من قدرة الكلمات على أن تزرع الدهشة في القلب، وعلى أن تجعل العالم يبدو أوسع
وأجمل.
وشعرتُ في
داخلي برغبة قوية أن أكون جزءًا من هذا السحر، أن أخلق بالكلمات نوافذَ صغيرة يرى
منها الأطفال آفاقًا جديدة، كان الحلم أن أكون جسرًا بين الخيال والحقيقة، بين
البراءة والحكمة. ومنذ تلك اللحظة لم أتوقف عن الكتابة.
س:
وهل كان شخص معين أثر فيك؟
نعم، كان هناك
شخص معيّن ترك أثَرًا عميقًا في نفسي.
كان فيه أستاذ
المرحوم خضر بدور هو من جمهورية العربية سوريا. دخل إلى الجزائر على أساس التربية والتعليم
وعاش في مدينة ملينة، حينها أسس مع مجموعة من الكتاب والمؤلفين رابطة وطنية أعطى
لها اسم رابطة الإبداع الثقافية.
حيث أذكر منهم: رابح خدوسي، الطاهر يحياوي
والقائمة طويلة.
في سنة 1989
تعرفت على الأستاذ المرحوم عبد الوهاب حقي، الذي ينادونه أطفال الجزائر بجدو حقي، كان
أستاذي الأول في الإبداع وكان رجلًا يؤمن أن الكلمات يمكن أن تغيّر العالم.
كان يقرأ علينا
القصص بصوتٍ دافئ، يجعل الشخصيات تقفز أمام أعيننا كأنها حقيقية، كان يشجّعني
كلّما كتبتُ قصة صغيرة، حتى لو كانت بسيطة جدًّا، وكان يقول لي دائمًا:
"في داخلك عالَم يستحق أن يُروى."
كلماته كانت كالنبع الأول الذي سقي موهبتي، وزرع
في قلبي الثقة بأن الكتابة رسالة وليست مجرد هواية.
س:
كيف تصف البيئة التي نشأت فيها؟
ج: البيئة التي
نشأتُ فيها كانت مثل بستانٍ بسيطٍ، مليءٍ بالألوان والروائح الطيبة.
كانت محاطةً بالبساطة والدفء، حيث يعرف الجميع بعضهم
بعضًا، وحيث القصص تنتقل بين البيوت كما تنتقل النسائم بين الأشجار، كان هناك
مكانٌ للعب، ومكانٌ للحلم، ومكانٌ للخيال، وكان للكتب ركن صغير لكنه مضيء في قلبي،
تعلمتُ من تلك البيئة أن أثمّن الأشياء الصغيرة: ضحكة طفل، حكاية مسائية، وردة
تنبت في ركنٍ بعيد.
كل هذا علّمني أن أكتب بروحٍ صادقة، لا تبحث عن الزينة
بقدر ما تبحث عن المعنى العميق خلف الأشياء.
س: كيف تختار
مواضيعك الأدبية للأطفال؟
ج: أختار
مواضيعي الأدبية للأطفال كما يختار الرسام ألوان لوحته، بقلبٍ مفتوحٍ وعينٍ تلمح الجمال
في التفاصيل الصغيرة.
أبدأ عادةً
بالبحث عن فكرة قريبة من عالم الطفل والشيء الذي يشعر به، أو يحلم به، أو يتساءل
عنه.
أحب أن أختار
مواضيع تحمل رسالة تربوية، وتزرع بذرة تفكير دون أن تفرض الإجابة.
أستلهم
كثيرًا من أسئلة الأطفال، من مواقف حياتية بسيطة، ومن الطبيعة التي تحيط بنا.
وأحيانًا،
تهمس لي فكرة فجأة أثناء قراءة كتاب، أو سماع قصة، أو تأمل سماءٍ مليئة بالنجوم.
أهمّ شيء
عندي أن يكون الموضوع ممتعًا، دافئًا، ويترك أثرًا صغيرًا في القلب يشبه ابتسامة
دافئة لا تُنسى.
س: ماهي طقوسك الخاصة عند الكتابة؟
آه،
للكتابة طقوس أحبها كما يحب العازف إعداد آلته قبل العزف! قبل أن أبدأ، أحتاج إلى لحظة صمتٍ
عميق، وكوب من الشاي كرفيق صغير بجانبي.أحب أن أختار مكانًا هادئًا، قرب
نافذة ينساب منها ضوء خفيف، كأنني أطلب الإلهام من الشمس والنسيم معًا.
أحيانًا أشغّل موسيقى هادئة جدًّا،
بلا كلمات، حتى تسرح أفكاري بعيدًا دون أن تُقاطعها الأصوات.
أمسك
قلمي أو أفتح دفتري أو حاسوبي، وأترك الكلمات تتسلل برفق كما يتسلل العطر في غرفة
ساكنة.
ولا
أبدأ مباشرة بالكتابة النهائية، بل أترك نفسي تكتب بحرية أولًا، ثم أعود وأصقل
النص كما يصقل النحّات تمثاله.
س: هل هناك وقت معيين
تعتبره الأفضل للإبداع؟
نعم، أشعر أن هناك أوقاتًا يكون فيها الإبداع أكثر نقاءً
وصفاءً. أفضل الأوقات
عندي هي ساعات المتأخرة من الليل. وفي بعض الأحيان، تزورني الأفكار نهارا، عندما اكون
بأشغالي اليومية، وأشعر أنني وحدي مع الحكاية التي تنتظر أن أكتبها. المهم بالنسبة
لي أن أختار وقتًا تكون فيه روحي مرتاحة، غير مشغولة ولا مثقلة بالضجيج الداخلي فالكتابة
مثل زهرة، لا تتفتح إلا حين تجد الضوء والسكينة معًا.
س:
هل تعتبر نفسك كاتبا تقليديا أم تميل للتجديد والتجريب؟
ج: أميلُ أكثر
إلى التجديد والتجريب، مع احترامي العميق لجمال التقاليد الأدبية.
أؤمن أن الطفل
اليوم يعيش في عالم متجدد وسريع، يحتاج إلى قصص تحمل روح العصر دون أن تفقد دفءَ
الحكاية القديمة.
لذلك أحاول أن
أبتكر أشكالًا جديدة للسرد، أدمج فيها الحوار مع الوصف، أو أستخدم تقنيات التشويق
البصرية واللغوية.
أحب أن ألعب
بالكلمات، وأن أفتح للطفل نوافذ مختلفة يرى منها العالَم بطُرُقٍ مبتكرة وغير
متوقعة.
لكنني في الوقت نفسه أحافظ على جوهر الأدب: الصدق،
الجمال، والقيمة التي تبقى في القلب بعد انتهاء القراءة.
س:
حدثنا عن آخر عمل أدبي لك، وما لذي يميزه عن أعمالك السابقة؟
ج: آخر عمل أدبي لي كان قصة بعنوان سلسلة الناجحين
وسلسلة القناديل.
هي سلسلة تاريخية معرفية تتحدث على أهم الشخصيات
المألوفة في زمن مضى، ما يميّزني في هذا العمل عن أعمالي السابقة هو أنني استخدمت
فيه مزيجًا بين القصة التقليدية والمعرفي.
فلم يكن الهدف
فقط أن يقرأ الطفل القصة، بل أن يتفاعل معها: يتعرف على أهم الشخصيات ولبعض
الأعلام والمشاهير بلغوا مجدا عظيما ومكانة عالية امتلأت حياتهم بالمغامرات على
صفحات التاريخ والدروس العجيبة، فنقشوا أسماؤهم على صفحات التاريخ الخالدة لما
قدموه من خدمة للأمم والانسانية.
دراسة سيرهم رسالة للشباب المقبل على الحياة في تنمية
الطموح وحب العمل ورفع رصيد التفاؤل لديهم.
س: ماهي الرسالة أو
الفكرة الأساسية التي تحاول إيصالها عبر كتاباتك؟
ج: الرسالة الأساسية التي أحاول إيصالها عبر كتاباتي هي: أن الخيال
قوةٌ عظيمة، وأن الطفل قادرٌ على أن يكون صانعًا للعالم، لا مجرد متفرج عليه، أؤمن
أن كل قصة أكتبها يجب أن تزرع في قلب الطفل فكرة: أنّه مميز، قادر على التفكير، والاكتشاف، والاختيار،
وأنّ الخير، والمحبة، والصدق، والشجاعة، ليست كلماتٍ جميلة فقط، بل أفعالٌ حقيقية
يعيشها كل يوم.
أريد لقصصي
أن تقول للطفل بلطف:"أنت جزء من هذا العالم... وصوتك مهم،
وخيالك يمكن أن يصنع الفرق".
س: هل واجهتك صعوبات أثناء نشر
أعمالك؟ وكيف تجاوزتها؟
ج: نعم، بالطبع واجهتُ صعوبات أثناء نشر
أعمالي، كما يحدث لكل من يسير في درب الإبداع.
كانت البداية صعبة لأن دور النشر تتردد كثيرًا في قبول كتب الأطفال، خاصةً إذا
كانت تحمل طابعًا تجريبيًّا أو فكرة غير تقليدية.
كما أن العثور على دار نشر تؤمن بالعمل، وتقدّر الكتابة
للطفل كفنّ راقٍ، لم يكن أمرًا سهلاً.
ج: تجاوزتُ هذه الصعوبات بالصبر أولًا، ثم بالتطوير
المستمر لما أكتب. كنتُ أستمع إلى ملاحظات الكتاب والمؤلفين الأكثر مني سنا
وعلما وثقافة والقراء بعناية، وأحرص على أن تكون كل قصة أفضل مما قبلها.
كما أنني شاركت في مسابقات أدبية متخصصة بكتابة الطفل،
وكانت المشاركات تفتح لي أبوابًا جديدة للنشر والتعريف بأعمالي، والأهم أنني لم
أسمح لليأس أن يستقرّ في قلبي؛ كنت دائمًا أقول لنفسي:
"إذا كانت الكلمة صادقة، ستجد طريقها يومًا إلى قلب من يستحقها."
أحب أن أحكي لك عن أول مرة أمسكتُ فيها بكتابي المطبوع بين يدي؟ كانت لحظة
لا تُنسى، حيث وضعتها تحت وسادتي .... فكانت لي أول تجربة مع دار النشر البلاغ.
الأستاذ الدكتور: عبد الحليم قابة.
س: كيف ترى علاقة الأدب بالواقع؟ وهل
يجب على الكاتب أن يكون له دور في التأثير على المجتمع وقضاياه؟
ج: أرى أن علاقة
الأدب بالواقع علاقة شديدة العمق والحساسية، حتى وإن حملنا إلى عوالم الخيال، لا
ينفصل عن نبض الحياة الحقيقية، إنه مرآة أحيانًا، وحلم أحيانًا أخرى، ورسالة
مستترة بين السطور دائمًا.
أؤمن بشدّة أن على الكاتب أن يكون له دور في التأثير على
مجتمعه وقضاياه، ولكن بطريقة ذكية ودافئة.
ليس بالتلقين
أو الوعظ المباشر، بل بزرع الأسئلة في عقول القرّاء، وبفتح نوافذ جديدة للتفكير
والأمل.
خاصة كاتب للطفل،
يحمل مسؤولية عظيمة: أن يربي قيَمًا، وأن يضيء مسارات، وأن يحترم عقل القارئ
الصغير وقدرته على الفهم والتمييز.
بالنهاية، الأدب ليس مجرد تسلية، بل هو بناءٌ داخليٌّ
هادئ، يصنع أفرادًا أكثر وعيًا، وأكثر قدرة على أن يحبوا الحياة ويغيّروها للأفضل.
س: كيف ترى مستقبل الأدب في ظل
التطورات التقنية الحديثة؟
ج: أرى أن مستقبل الأدب في ظلّ التطورات التقنية الحديثة
مليء بالفرص والتحديات معًا.
التقنية فتحت للأدب آفاقًا جديدة: صار بإمكان القصة أن تتحوّل إلى تجربة تفاعلية، والكتاب
أن يصبح مشهدًا حيًّا مصحوبًا بالصوت والصورة.
أصبح الطفل اليوم لا يكتفي بقراءة النص، بل يريد أن
يعيشه، يختبره، يشارك في تشكيله.
وهذا يحفّزنا
نحن الكتّاب لأن نطوّر أساليبنا، ونبحث عن طرق جديدة للحكي تجمع بين قوة الكلمة
وسحر الصورة والحركة، في الوقت نفسه، هناك تحدٍّ حقيقي:
س: كيف نحافظ على عمق الكلمة وجمالها
وسط هذا السيل من المؤثرات السريعة؟
سؤال عميق
وجميل!
في زمن السرعة والصور
الخاطفة، الحفاظ على عمق الكلمة وجمالها أصبح تحديًا حقيقيًا، لكنه ليس مستحيلاً وهذه
بعض المفاتيح التي أؤمن بها:
1. الصدق الداخلي: حين نكتب
بصدق، نكتب من أعماقنا لا لإرضاء السوق أو مسايرة السرعة. الكلمة الصادقة تصل، حتى
لو كانت وسط ضجيج العالم.
2. الاهتمام بجمال
اللغة: علينا أن نعتني بالصياغة كما نعتني بالمعنى أن تكون
الجملة عذبة، أنيقة، تحمل وزنها الخاص، دون أن تكون متكلّفة أو ثقيلة على القارئ.
3. اختيار
مواضيع تمسّ الروح: حتى لو كتبنا عن مواضيع حديثة أو عصرية، يمكننا أن نغوص
إلى الجوانب الإنسانية العميقة فيها: المشاعر، الأحلام، الأسئلة الكبرى التي لا
يغيّرها الزمن.
4. التوازن بين
الإيقاع السريع والرسوخ: يمكن أن نكتب نصوصًا سريعة الإيقاع تناسب روح العصر، لكن
نزرع فيها أفكارًا ورسائل تبقى عميقة ومؤثرة، دون أن نشعر القارئ أن القصة
"عابرة".
5. الاستثمار في
القارئ الشغوف: هناك دائمًا قرّاء يبحثون عن الجمال، عن نصوص تمنحهم
أكثر من مجرد تسلية. نكتب لهم، ونؤمن أن الكلمة الجميلة ستجد طريقها إليهم ولو طال
الزمن.
6. التجديد دون التفريط: نطوّر
أدواتنا ونواكب العصر، لكن دون أن نتنازل عن الجوهر: احترام اللغة، احترام
الفكرة، واحترام عقل القارئ.
باختصار: نحافظ على عمق الكلمة وجمالها بأن
نبقى أوفياء لما نكتب، وأن نؤمن أن الأدب الحقيقي، مثل النهر العميق، يظل يجري
بصمتٍ وهدوء، مهما علت حوله أصوات المؤثرات السريعة.
س: كيف نجعل القراءة متعة مستقلة، لا
مجرد استهلاك عابر وسط عالم مزدحم بالشاشات؟
ج: أعتقد أن الأدب سيبقى حيًّا، لكنه سيتجدّد، وسيحتاج
منّا أن نكون أكثر إبداعًا، وأكثر قربًا من روح العصر دون أن نفقد جذورنا الأصيلة.
س: من هم الذين تأثرت بهم؟ ولماذا؟
ج: تأثّرتُ بعدد من الكتّاب والمربّين الذين تركوا
بصماتهم في قلبي وعقلي.
من الأدب العربي، تأثّرتُ مصطفى لطفي المنفلوطي لمؤلفاته
الرائعة، لأنه كان رائدًا في تبسيط الأدب بلغةٍ جميلة وقريبة من الروح.
تعلّمتُ منه كيف يمكن للكلمة أن تكون بسيطة لكنها عميقة،
وأن القصص القديمة يمكن أن تُروى بحلّة جديدة تليق بعقل الطفل.
س: ماهو حلمك الأدبي الذي لم يتحقق
بعد؟
ج: حلمي الأدبي الذي لم يتحقّق بعد هو أن أكتب عملاً
أدبيًّا ضخمًا للأطفال، يكون أشبه بـ" رحلة عُمْر"، مثل رواية طويلة أو
سلسلة قصصية مترابطة، تجمع بين المغامرة والخيال والفلسفة، وترافق الطفل من أولى
قراءاته حتى يكبر، دون أن يشعر أن القصص تركته.
أحلم أن أخلق عالَمًا خاصًّا، بشخصياتٍ يحبّها الأطفال
ويكبرون معها، عالَمًا فيه الدهشة والحكمة معًا، وفيه ضحكات، وأحيانًا دموع دافئة،
تمامًا كما هي الحياة.
كما أحلم أن تتحوّل بعض قصصي إلى أعمال مسرحية أو أفلام
رسوم متحركة تُقدَّم للأطفال بجودة عالية، تحترم براءتهم وتغذّي خيالهم، تمامًا
كما كنتُ أحلم صغيرًا أن أرى قصصي المفضلة حيّة أمامي.
س: هل لديك أعمال جديدة تعمل عليها
الآن؟
ج: نعم، أعمل حاليًّا على أكثر من مشروع أدبي جديد، كل
واحد منهم يحمل روحًا مختلفة.
أهمّ عمل أضع عليه الكثير من جهدي هي مجموعة قصص للأطفال
والناشئة، معرفية تربوية هادفة تدور أحداثها في عالمٍ موسيقيٍّ خياليٍّ، حيث تصبح
الألحان مفاتيح لاكتشاف أسرار الكون! أحاول أن أدمج في القصص بين الحكاية المشوّقة، والرسائل
الإنسانية العميقة عن الإبداع، والصداقة، واكتشاف الذات.
كما أكتب بالتوازي سلسلة قصص قصيرة مصورة موجهة للأطفال
الأصغر سنًّا، تهدف إلى غرس القيم بطريقة مبتكرة، من خلال مغامرات
خيالية صغيرة تدور حول شخصيات لطيفة تحب الخير والخيال.
وأيضًا، لديّ مشروع خاص جدًا: أعمل على إعداد كتاب موسوعة الجزائر 58 ولاية (ولايات
وحكايات).
بحيث يقرأ
الطفل يكتشف ويقرأ القصة ويشارك بتفاصيل شخصياتها! كل هذه المشاريع تجعلني أشعر أنني أعيش في عوالم مختلفة
في كل يوم، وأتمنى أن ترى هذه الأعمال النور قريبًا، وأن تجد مكانها الجميل في
قلوب الأطفال.
س: هل تفكر في خوض تجارب
أدبية مختلفة مثل الرواية التاريخية أو الفانتازيا؟
ج: نعم، أفكر في خوض تجارب أدبية جديدة مثل الرواية
التاريخية والفانتازيا.
الرواية التاريخية دائمًا كانت تثير فيّ فضولًا خاصًّا،
وأتمنى أن أكتب عن أحداث تاريخية مشوّقة، لكن بطريقة تجذب الأطفال والناشئة، وتحمل
رسائل إنسانية مع عمق تاريخي. يمكن أن أدمج مغامرات خيالية مع أحداث واقعية، مما
يعطي القارئ فرصة للتعرف على تاريخنا بطريقة ممتعة وشيّقة.
أما بالنسبة للفانتازيا، لم أخطط لها أبدا فهي بحر واسع.
س: ماذا تنصح الكتَّاب
الشباب الذين يرغبون في خوض عالم الكتابة؟
ج: أنصح الكتَّاب الشباب بأن يكون لديهم إيمان حقيقي بما
يكتبونه، وأن يتذكروا أن الكتابة ليست مجرد مهنة، بل هي رحلة شخصية تكتشف فيها
نفسك وتؤثر في الآخرين.
إليك بعض
النصائح التي أرى أنها مهمة:
1.
الاستمرار في القراءة
2.
الكتابة اليومية
3.
عدم الخوف من الفشل
4.
كن أصيلًا
5.
لا تتعجل
6.
ابحث عن دعم وتوجيه
وفي
النهاية، تذكر أن الكتابة ليست مجرد وسيلة للتعبير، بل هي أداة للالتقاء
بالعالم والتأثير فيه.
******
كلمة أخيرة****
أشكر مجلة
السلطان على هذه الفرصة الجميلة، وأود أن أقول لكل كاتب شاب مبتدئ:
"لا تستهِن بالكلمة، فكل حرف تكتبه
يمكن أن يُضيء دربًا، ويزرع حلمًا، ويخلق عالمًا جديدًا. الكتابة ليست مجرد أداة
للتعبير، بل هي وسيلة للتغيير، للتأثير، ولإلهام الآخرين، استمر في الكتابة، ولا
تخف من خوض التجارب الجديدة. لأنك عندما تكتب، أنت تروي ليس فقط قصصًا، بل تكتب
جزءًا من نفسك ومن العالم الذي تحلم أن تراه."
أتمنى لجميع
الكتاب الشباب أن يجدوا صوتهم الخاص، وأن يثقوا بقدرتهم على تغيير العالم من خلال
الكلمات إذن ابقوا مبدعين وملهمين!
تحياتي لكم
جميعا.

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
كلامك يدل على مستواك